أخبار العالم

ليلى عبد اللطيف تفضح المستور!

October 24, 2016 7:03 AM
  • ربيكا سليمان - "لبنان 24"

المرحلة استثنائية بامتياز. في العادة، يتابع الشعب اللبناني الملفات السياسية، كمريض مُجبر على تحمّل وخز إبر "المورفين". اليوم، وعلى رغم عجزه عن استيعاب المشهد العام بكلّ تطوراته وتناقضاته وتبدلاته و"عصفوريته"، صار يحلو له أن يشاهد نشرات الأخبار، عند الظهيرة وفي المساء. من لا يملك حساباً على "تويتر"، سارع إلى دخول عالم التغريدات، ليتسنّى له متابعة المواقف المستجدة الصادرة عن النوّاب والزعماء، "أوّل بأوّل". من كان يتوّقع أن يرشّح "سعد الدين الحريري" (كما كان يسميّه الإعلام "العوني") الجنرال ميشال عون، حليف حزب الله ومحوره؟! تطوّرات الرئاسة الغارقة في فراغ منذ أكثر من سنتين، تدفع الكبير والصغير في لبنان الى متابعتها... ولو بشكل سطحيّ! وإذا كانت عملية "البوينتاج" تُجرى في كلّ منزل، إلا أن قلّة من تسأل الدستور عن أحواله، معيبة تحوّل عملية انتخابات الرئاسة من اقتراع سريّ إلى اقتراع برفع اليد علناً!

يتابع اللبنانيون تطوّرات الملف الرئاسي، وأمر واحد يشغل بالهم. قد لا يتعبون أنفسهم في مساءلة "الحلفاء" الجدد عن مدى الحقيقة في تصريحاتهم وجديّتم في تنفيذ وعودهم. مثلاً: هل حقاً حصل هذا "الانقلاب" في المواقف منعاً لانهيار البلد، أم أنه في الحقيقة لمكاسب شخصية ومراكز؟ وهل فعلاً سيتمّ تحييد "دولة لبنان" عن الصراع الدائر في سوريا، وكيف؟ وهل سيكون من السهل تأليف الحكومة وتشكيلها أم "لكل حادث حديث...وفراغ"؟! وأين مصلحة المواطنين وشؤونهم اليومية في المستقبل؟

قد لا تعني هذه الأسئلة كثيرين، فثمة أمرٌ واحد يرديهم على سرير القلق والعتب. "اين الستّ ليلى عبد اللطيف مما يحصل؟ كيف توقعت أن يجلس على كرسيّ بعبدا أحد "الجانين"؟! (جان عبيد أو جان قهوجي).

الشعب غاضب. وحتى لو أن الأمر كلّه يحصل من باب النكتة والتعليق الساخر الكوميدي، غير أن الحقيقة تؤكد أن لهذا الشعب، ذاكرة إذاً! لم ينس ما قالته "سيدة الإلهام"، وها هو يريد محاسبتها!

والحال أن ما زال أمام السيدة عبد اللطيف بعض الحظوظ، إذا ما تحقق أحد السيناريوهات المطروحة من قبل المحللين والمتابعين، والذي يقول بأن الجلسة المرتقبة في 31 ستكون شبيهة بجلسة انتخاب سمير جعجع الذي لم يحصل على أصوات الأكثرية النيابية المطلوبة، فترفع إلى جلسة أخرى قد يسبقها تبدّل في المشهد السياسي، وقد لا يحضر أصلاً نواب عون الى البرلمان فيما لم تكن النتائج مضمونة، ما يفسح في المجال أمام "انقلابات" أخرى!

الاشكالية ليست هنا تماماً، بل في الذاكرة المثقوبة حيناً، والمرممة في أحيان اخرى. ولا مشكلة في الحقيقة مع توّسل بعض اللبنانيين الكوميديا والنكات، بل في اعتبارهم مبدأ المحاسبة برمتّه...مزحة بريئة.

بعض الشعب الذي يريد "محاسبة" عبد اللطيف على "توّقع" يبدو انه لن يصيب الواقع، (مع العلم بأن كلام البصارات يجب ألا يؤخذ على محمل الجدّ)، تقابله أغلبية من المواطنين تغفل عن مجرد التفكير بمحاسبة السياسيين والحكام.

لماذا في كلّ المراحل الاستثنائية التي عانى منها لبنان ولا يزال، لم ينبش بعض الشعب "توقعات" السياسيين ووعودهم التي لم تتحقق، فيطالب بمحاسبتهم "عن حق وحقيق"؟ ولماذا لم يثر بعض الشعب على التمديد للبرلمان مرتين، وعلى إفراغ المؤسسات الدستوريةـ وعلى شلّ البلد، وضرب الاقتصاد، ورمي النفايات في افواه الرضع؟

هل لأن كلام الستّ ليلى أقرب الى التصديق من كلام بعض سياسيينا؟ إنه فعلاً، سؤال محيّر؟!

يذكر أنه بإمكانكم متابعتنا على صفحتنا الجديدة عبر فايسبوك هنا :961Street@

تويتر: @961street

انستاغرام: @961street

آخر الأخبار