"شبكة جرائم منظمة" ترخي بظلالها لتنتهك الهدوء الحذر المخيّم ظاهريّاً على ضواحي المناطق، فسرقة السيارات شرعت أبوابها سابقاً في إقليم جبل لبنان والمتن إلى أن عظمت إسقاطاتها لدرجة لا تطاق اليوم. إذ تعرض المدعو ج.ر. لسرقة سيارته القديمة الطراز مباشرة على طريق عام منطقة جل الديب حيث كان يوّد إبتياع بعض الحاجات من إحدى المكتبات، وذلك خلال ثوان قليلة ما يدعو للعجب.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بظرف يومين إذ سجلت عملية سرقة سيارة من نوع "مازدا" قديمة الطراز في منطقة سنّ الفيل وأخرى من جل الديب أيضاً. تساؤلات جمّة تطيح بالعقل الإنسانيّ لبرهةٍ ليعيد دوليك إستنباط أجوبتها، لماذا تستهدف الآليات المستعملة وتكون في المرصاد؟

من جهة أخرى، ممّا لا شك فيه أن عناصر "القوى الأمنيّة" تقوم بواجباتها عبر إلقاء القبض على العصابات في مختلف القطاعات ( السرقة، القتل، التزوير، الإحتيال...)، ولكن الخطورة الجوهريّة تكمن في السيارات القديمة وفي معرفة هويّة مافيات عملياتها.

تتوالى يوميّاً الآفات الإجتماعيّة السلبية لتسفك كاهل المواطن اللّبناني الذي يعيش في حالة تخبّط نظراً لأوضاعه المعيشيّة المتدهورة، فلا يكاد يتنفس الصعداء حتّى تأتيه المصائب بشكل غير مباشر. فظاهرة سرقة السيارات القديمة عادت الى الواجهة لتصبّ ببركانها وتثير زوبعةً من الهلع والخوف، وذلك ليس فقط على الضحايا المتحسرين لواقعهم المشؤوم عبر خسارة وسيلة تنقلهم الوحيدة، لا بل على قاطني مختلف الأراضي اللبنانيّة.

الجمهورية